الأربعاء، 10 يونيو 2009

ولد محمد فال في باريس: إن من ماتوا في معسكرات النازية كانوا إخواني وأخواتي في البشرية... إن الطفل " تربلينيكا" أخى والطفلة "اوسشويتز" شقيقتي!

دعمه لما يعرف بمبادرة "علاء الدين " التي تهدف إلى إحياء ذكري
ما يعرف بالمحرقة لإبقاء جذوتها مشتعلة كعمل "غير انساني"
تعرض له اليهود وحدهم حسب أصحاب المبادرة في ظل الحكم
النازي في المانيا.
ولد محمد فال قال إنه بوصفه عربيا ومسلما يدين بشدة ما تعرض له
اليهود من قتل في معسكرات النازية معتبرا الضحايا إخوته وأخواته،
ورغم انه حذر وإن بشكل غير مباشر في خطابه من تصرفات مماثلة
قد يتعرض لها الفلسطينيون من قبل اليهود في فلسطين المحتلة الا أنه
مع ذالك لم يتكلم في خطابه عن المجازر التي كان سكان غزة ضحايا
لها قبل ذالك بأشهر قليلة.
وفيما يلي ترجمة كاملة للخطاب :
" خطاب السيد اعل ولد محمد فال
رئيس دولة سابق لموريتانيا
مؤتمر إنطلاق مشروع "علاء الدين"
الجمعة 27 مارس 2009
دار اليونسكو باريس/
السيد الامين العام لليونسكو
السيد الرئيس جاك شيراك
السيدات والسادة الوزراء
السيدات والسادة السفراء
السيد رئيس مؤسسة ذاكرة المحرقة
سيداتي سادتي اصدقائي الاعزاء
شكرا سيدي الرئيس جاك شيراك على اقتراحكم اعطائي الكلام أمام هذه الجمعية هنا في اليونسكو حيث يتجسد تنوع العالم. ما من أحد إلا ويعرف تعلقكم سيدي الرئيس بقضية الحوار بين الشعوب وبتساوي كرامة الثقافات، وبقضية السلام والبحث عن علاقات دولية أكثر توازنا وانسجاما وسلما، وما من أحد إلا ويعلم التزامكم من أجل فرنسا متصالحة مع ذاتها فرنسا التي خدمتم ومازلتم تخدمون بكل اندفاع من خلال المؤسسة التي تحمل اسمكم.
في الوقت الذي ما زالت الجروح لم تندمل في الشرق الأوسط وحيث اشقائي الفلسطينين يعانون من جرح في جسدهم وفي روحهم نتيجة عنف وظلم لا مثيل لهما قد يبدوا حضوري هنا مسألة غير مؤكدة بوصفي مسؤولا سياسيا وعربيا ومسلما.
ورغم ذلك فإنني بصفتي مسؤولا سياسيا وبصفتي عربيا ومسلما أتحدث أمامكم اليوم.
إن ذاكرة شعبي لم تلطخ بالمحرقة ولا بؤلئك الذين فقدوا حياتهم واختفوا في معسكرات النازية وبصفتي عربيا يمكننى القول أن المحرقة أمر غريب بالنسبة لي أو قضية تعني الأوربيين لان ما تمخضت عنه هو قتل الإنسانية الغربية، لكنني قد أبدوا مخطئا في هذا الصدد وقد أبدوا مخطئا امام الأحياء والأموات، مخطئا امام الأموات لأن ذلك سيعني التنكر لإنسانيتي
وحتى إن قلت نعم إن هذا العمل البشع قد وقع وقلت أيضا أن الأمر قد لا يعنيني.
إن من ماتوا في معسكرات النازية كانوا إخواني وأخواتي في البشرية.
إن الطفل " تربلينيكا" هو بالنسبة لي أخ وطفلة "اوسشويتز" شقيقتي.
أكون مخطئا أمام الأحياء إن أنا لم أومن بانبعاث النازية وأعتقد أن البربرية تكمن هنا وتكون بذرتها حاضرة في تطور العالم نحو مجتمعات تشكلتها تشكلة ذرية وفنية وابيولوجية تصنع الإنغلاق وتجعل الفرد لا يمتلك أداة للدفاع عن نفسه.
أعتقد أن نقل الذاكرة وحده وبشكل مطرد حول ما حدث يمكن أن يجعلنا بمنئ عن كوارث جديدة كتلك التي حدثت لأن ما حدث هو بمثابة قطيعة على المستوي العالمي : رجال في نظام دولة خططوا بكل هدوء وسكينة لاستخدام الغاز ضد رجال آخرين ونساء أخريات وضد أطفال ورضع وشيوخ.
ما الذي فعله هؤلاء الرجال والنسوة والاطفال والشيوخ بأن يتم تجاهل حتى إنسانيتهم ؟
لا شيء، إنهم كانوا موجودين فقط.
ليس هناك لماذا بل هناك كيف فقط.
إلى أولئك الذين يتخذون أخطاء العدالة المعاصرة ذريعة وخاصة في فلسطين لإنكار او تبرير أي عمل حقير أقول لهم إحذروا لأن الذاكرة التي تشكل هذه العلاقة التضامنية التي تجعل من الإنسان أخا لي قد تتحول إلى مخاطر قاتلة لحضارة الإنسان,
إن نقل ذاكرة المحرقة تدفعنا إلى فهم ومعرفة العالمين اليهودي والمسيحي وما خلف هذه الكلمة والأرقام غير الواضحة بأن هناك ملايين من "آن" أو "ماركوت فرانك" كانوا يستيقظون في الصباح ويصففون شعرهم ويحلمون بالحب، كل هذا يدفعنا الى فهم الوحشية التي اضهدت هذه الملايين من "آن" أو "ماركوت فرانك" وبإمكانها أن تحدث اليوم وغدا في شكل آخر وتقود إلى كارثة أخرى وهذا واجب يقع على عاتق كل واحد منا وعلينا جميعا.
من أجل هذا أعرب دون تحفظ عن مساندتي لمبادرة "علاء الدين" التي ترمي إلى نقل ذاكرة المحرقة في إطار الاحترام المتبادل والحوار.
لأنني مسؤول سياسي ملتزم بخدمة دولة القانون والديمقراطية لا أريد مجتمعات وأفرادا يقتلون أطفالهم أو مسيرين بل أريد مجتمعات وأفرادا مسؤولين بمعنى الكلمة وأحرارا في اختيارهم لرجال ونساء أحرار.
إن الكذب سيئة قد تؤثر سلبا على أي جسم اجتماعي كما أن التطرف مهما كانت حيثياته ودوافعه يعتبر سما قاتلا ولا يتعلق الأمر هنا بترتيب الفارق بين الفظاعة والألم أي بمعنى أن الواجب يملي علينا العمل حتى يتراجع الجهل وتتقدم البشرية.
أنتم من تعيشون في طمانينة
تشعرون بالدفئ في بيوتكم
أنتم من تكتشفون عند عودتكم في المساء
مائدة الطعام ووجوها صديقة تعرفونها
اعتبروا أن ذلك رجل
يمشي بصعوبة في الوحل
لا يعرف الراحة
يكافح من أجل قطعة خبز
يموت من أجل نعم ومن أجل لا
أو كان امرأة
فقدت اسمها وشعرها
وحتى قوتها وذاكرتها
عيونها شاخصة وجسمها بارد
كضفدعة في الخريف
لا تنسوا أن هذا حدث
كلا لا تنسوا ذلك
احفروا هذه الكلمات في قلوبكم
تذكروها في بيوتكم وفي الشارع
وعندما تنامون وعندما تستيقظون
كرروها لأطفالكم

-------------------------------------
ملاحظة:
للإطلاع على الخطاب باللغة الفرنسية يمكنكم زيارة موقع الهيئة على الرابط التالي: http://www.fondationshoah.org/FMS/IMG/pdf/Discours_-_Vall.pdf

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق